لنكن صادقين - إن جعل أطفالك يقومون بالأعمال المنزلية قد يبدو أحيانًا مثل محاولة تعليم قطة القيام بمهام خارقة. لديك مدبرة منزل ماهرة تتعامل مع كل شيء مثل المحترفين، فلماذا إذن نقوم بتكليف الأطفال بالمشاركة؟ من الاسهل أن نترك الأطفال كما هم، ولكن القيام بالأعمال المنزلية تحتوي على العديد من المزايا والتي هي أكثر من مجرد تنفيذ قائمة مهام.
إليك بعض من الميزات التي قد تجعلك تفكر في تكليف أطفالك بأعمال المنزلية:
بناء حس المسؤولية لديهم (وهذا أمر مهم على المدى الطويل)
تخيل هذا: طفلك يبلغ من العمر 25 عامًا، ويعيش في شقته الخاصة، وليس لديه أدنى فكرة عن كيفية سلق بيضة دون أن يحدث فوضة عارمة في المطبخ و احياناً تفعيل جهاز انذار الحرائق وكشف الدخان. إنه أمر مخيف، أليس كذلك؟ ولكنه الحال لكثير من الشباب الذين يذهبون للتعلم في الخارج.
الأعمال المنزلية تشبه دروس صغيرة في المسؤولية والحياة ككل.
عندما يكون الأطفال مسؤولين عن شيء ما، حتى لو كان شيئًا صغيرًا مثل إطعام القطة أو مسح طاولة المطبخ، فإنهم يتعلمون تحمل المسؤولية. إن هذا الشعور بالمسؤولية هو بمثابة هدية تستمر معهم طول الحياة - حتى سن الرشد وما بعده. إنه مثل زرع بذرة المسؤلية الآن حتى لا يصبح طفلك يومًا ما الشخص البالغ الذي يعتقد أن الملابس المتسخة سوف تنظف نفسها بنفسها سحرياً.
تتغير الحياة، وكذلك تتغير ظروفنا
إليك اختبار واقع آخر - لا تسير الحياة دائمًا وفقًا للخطتنا التى وضعنها أو حلمنا بها (تنويه: فريق فيريتي يتمنى أن تتحقق جميع احلامكم… ولكن…) . قد لا يكون لديك دائمًا شخص ما لمساعدتك في اشغالك اليومية أو مشاكلك. سواء كان ذلك بسبب تقاعد مدبرة المنزل المفضلة لديك، أو انتقالك إلى مكان حيث لا يسهل العثور على المساعدة، أو لم يعد بإمكانك تحمل تكاليف المساعدة المنزلية، فإن آخر شيء تريده هو أن يحدق طفلك في حوض مليء بالأطباق المتسخة وكأنها شيء تركه الجيران وراءهم.
إن تعليمهم كيفية إدارة الأعمال المنزلية الآن يعدهم لتلك اللحظات التي تلقي فيها الحياة علينا بإختبارات ومهام متعبة.
وصدقني، تأتي تلك المهام عندما لا تتوقعها!
عزز احترام الذات من خلال تنظيف رف مغبر واحد في كل محاولة
صدق أو لا تصدق، فإن الانتهاء من مهمة منزلية يمنح الأطفال دفعة صغيرة من الثقة. إن تحقيق إنجاز صغير كل يوم يعني أنهم قادرون على القيام بهذا الأمر بسهولة في المرات القادمة! سواء كان ذلك الانجاز هو ترتيب البقالة أو تنظيف غرفة المعيشة بالمكنسة الكهربائية، فإنهم يشعرون بأنهم أنجزوا شيئًا ذا قيمة. إنه نفس الشعور الذي تشعر به عندما تقوم بشطب آخر مهمة في قائمة المهام التي يتعين عليك القيام بها، ولكن بالنسبة للاطفال فإن الأمر أعظم لأنهم ما زالوا يحاولون معرفة ما هم قادرون عليه.
كل طبق نظيف وكل منشفة مطوية بدقة هي خطوة نحو شخص أكثر ثقة.
العمل الجماعي يجعل الحلم حقيقة
إن الأعمال المنزلية هي أيضًا طريقة غير مباشرة لترسيخ مبدأ العمل الجماعي. عندما يكون للأطفال دور في إدارة شؤون المنزل، فإنهم يبدأون في رؤية أنفسهم كجزء من فريق. حيث على الجميع ان يساهموا لجعل الأمور تسير على ما يرام ولإنجاز الاهداف التي نريد تحقيقها. وهي أداة مهمة لتنمية روح الفريق عند مواجهة مشاكلهم اليومية، فإن جعلهم ينظرون إلى الأسرة كفريق واحد يمكنهم الاعتماد عليه ليس بالأمر السيئ.
لن تأتي طلباتنا على أطباق من فضة … في أغلب الأحيان
أخيرًا وليس آخرًا،الأعمال المنزلية تعلم الأطفال أن ليس كل شيء في الحياة من نصيبهم.
في عالم حيث الإشباع الفوري هو القاعدة، فإن فهم قيمة العمل الجاد أكثر أهمية من أي وقت مضى.
إنه درس سيخدمهم جيدًا، سواء كانوا يعملون من أجل هدف أو ترقية أو مجرد محاولة اجتياز الأسبوع.
لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها باستسهال ترك مدبرة منزلك تتعامل مع كل شيء، تذكر المزايا الخفية لإشراك أطفالك في اعمال البيت. بالتأكيد، قد يستغرق الأمر بعض الوقت الإضافي والصبر، ولكن في النهاية، أنت تربي اشخاص مسؤولين وواثقين وقادرين - وهذا يستحق المحاولة بالتأكيد!
ترقبوا مدونتنا التالية حول الطرق الممتعة والذكية التي يمكنك من خلالها إشراك أطفالك في الأعمال المنزلية، حتى لو كان لديك مدبرات منزل ومربيات.