قصة بداياتنا... فريق فيريتي:

تخيلوا معي: وقع خطوات تتهادى في شوارع دبي الخاوية والشمس تطل من خلف ناطحات السحب الشاهقة وسط الإغلاق الجزئي للمدينة بسبب جائحة عالمية.

ليس هذا مشهداً افتتاحياً لأحد أفلام نهاية العالم الشهيرة، بل وصفٌ للأجواء التي ألهمت كمال السامرائي فكرة إنشاء فيريتي أثناء ممارسته رياضة الجري الصباحية؛ وهي اللحظات التي تتيح له التفكير بعمق بمجريات يومه وما ينوي فعله بالمستقبل.

شخص ذو رؤية

حدث ذلك تحديداً في أحد أيام ديسمبر 2020، حيث وجد السامرائي نفسه يردد في ذهنه مجموعة من الأسئلة الحياتية المهمة؛ لماذا ما أزال أعاني مالياً؟ لماذا أقلق حيال المدة التي يمكنني أن أصمد خلالها بدون أي دخل؟ لماذا يخيفني التفكير في الأمن المالي لأبنائي؟

وأدرك حينها أن إجابة هذه الأسئلة واحدة وبسيطة تتلخص في افتقاره للمعرفة فيما يتعلق بكيفية إدارة أمواله أو إدخارها أو استثمارها، بل حتى إن والديه لم يحدثاه أو شقيقه عن هذا الأمر مطلقاً.

رُزق السامرائي بأبنته مؤخراً وشعر بضرورة تأمين مستقبلها وإبعادها عن التعامل مع هذه التساؤلات، وبعد البحث مطولاً عن حل متاح أدرك ببساطة أنه غير موجود في المنطقة.

ومع انتشار شركات مثل جوهنري وجرين لايت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، برزت منصات مماثلة لها في الهند وأوروبا وأمريكا الجنوبية، وحيث ان المنصات التكنولوجيا التي تدعم تعزيز الثقافة المالية لدى الأطفال في الشرق الأوسط ما تزال حديثة العهد. اتت لكمال الفكرة لإنشاء تطبيق متخصص في الخدمات المصرفية العائلية والثقافة المالية يستهدف الآباء والأطفال في المنطقة.

وتعين على السامرائي حينها إيجاد الشريك الأمثل لإنشاء التطبيق وضمان نجاحه فاختار التعاون مع عمر الشريف.

المخطط

كان عمر الشريف يستعد لخوض مجال ريادة الأعمال بعد مسيرة مهنية عمل فيها  مع أبرز شركات استثمارات رأس المال المغامر وبرامج مسرعات الأعمال في المنطقة،.

 سارع عمر إلى قبول الشراكة  مع السامرائي وأكد أنه أسرع قرار اتخذه في حياته.

حاملاً خبرته التي اكتسبها من العمل مع عدد من الشركات الناشئة الواعدة في الشرق الأوسط، حدد الشريف التحديات التي قد تعترض فيريتي لها خلال مسيرتها وسبل تجاوزها، وعمل على  تصميم مُنتَج يهدف الى تحقيق قيمة مجزية وعلى رسم علامة تجارية تهدف إلى  إحداث الأثر المنشود. وسرعان ما أصبح الشريف ثاني المؤسسين  والمهندس المسؤول عن تصميم منصة فيريتي.

وبقي هنالك مكون أخير مهم؛ إذ لا يمكن إطلاق تطبيق ثقافة مالية دون وجود خبير ثقافة مالية.

الخبير

وشاءت الصُّدف أن يتواصل الشريف قبل يوم واحد فقط من دخوله هذا المشروع المتميز الجديد مع صديقة قديمة وزميلة في القطاع من خلال مكالمة ودية على منصة زووم. ودار النقاش بالطبع حول الحاجة الماسة إلى تعزيز الثقافة المالية في المنطقة.

وكانت هذه الصديقة الركن الأخير لإرساء أسس منصة فيريتي.

حيث تُعد دينا شومان خبيرة مصرفية سابقة ورائدة أعمال متعددة أسست مشاريع تركز على الثقافة المالية في الولايات المتحدة والأردن.

وتتميز شومان بشغفها الفائق لتعزيز الثقافة المالية وكرّست سنوات عدة لدراسة هذا المجال بدقة والتعاون عن كثب مع خبراء التعليم وتنمية عقول الأطفال لتحديد نوعية المعلومات التي يستوعبها الأطفال وبأي مرحلة وكيفية تأليف منهاج متميز بنفسها.

ولم يتطلب الأمر سوى مكالمة هاتفية قصيرة مع شريكيها الحاليَّين لتنضم شومان إلى الفريق رسمياً كشريكٍ ثالث، هل هذه ترتيبات الأقدار؟ ربما...

اسست فيريتي

يؤمن السامرائي والشريف وشومان بضرورة البدء بتثقيف الأطفال مالياً انطلاقاً من المنزل. ما شكّل الركيزة التي قامت عليها فيريتي، من منح الآباء والأمهات بيئة آمنة ومريحة للإشراف على تجارب أبنائهم المالية ووصولاً إلى الألغاز والألعاب التي تحث الأمهات و الآباء والأقرباء على لعب دور فعال في عملية تعليمية تندرج مصلحة الأسرة في صميمها.

بذل مؤسسو فيريتي جهوداً دؤوبة بالتعاون مع فريق تكنولوجيا وتسويق مذهل إلى جانب مستثمرين وشركاء رائعين قدموا قيمهم ومبادئ عملهم في سبيل بناء منصة يتشوقون لمشاركتها مع العالم كله بعد أسابيع قليلة.

ويشرفنا من هذا المنطلق دعوتكم، قُراءنا الكرام وداعمينا وأبناء مجتمعنا ، إلى الانضمام إلينا في رسالتنا وتعليم أطفالكم في مرحلة مبكرة ما تعلمتموه وأنتم أكبر سناً.