على الرغم من أنهم غير مضطرين للعمل بدوام كامل أو جني المال في هذا العمر، لكن الأطفال يحصلون على المال في العديد من المناسبات، مثل العيدية أو كهدية في عيد ميلادهم أو كمصروف شخصي أو مكافآتٍ عند إنجاز الأعمال المنزلية. حتى أن بعض الأطفال لديهم مشاريعهم البسيطة الخاصة مثل صنع الإكسسوارات يدوياً أو بيع العصائر والمثلجات في كشك صغير. ومهما تنوعت طريقة حصول الأطفال على المال، من المهم جداً تعليمهم كيفية ادخار بعضاً منه. وهذا جزء من حضارتنا، فالكثير منا قد سمع بالمقولة التي كانت ترددها أمهاتنا لنصحنا بتوفير القرش الأبيض لليوم الأسود. لكن الأطفال اليوم بحاجة إلى أساليب عملية أكثر لتشجيعهم على هذه العادة. لذلك نناقش في السطور التالية بعض الاقتراحات التي يمكن تجربتها لتدريب الأطفال على مهارة توفير المال من خلال تحديد أهداف واضحة وممتعة بالنسبة لهم:
التحفيز هو الدافع الأهم
تدريب الأطفال على وضع هدف يحفزهم على توفير المال يشبه بعض تجاربنا اليومية نحن الكبار، مثل مكافأة أنفسنا بقطعة بيتزا شهية في عطلة نهاية الأسبوع بعد الالتزام بالذهاب إلى النادي الرياضي خلال الأسبوع.
وأهم خطوة لتحقيق ذلك هي تذكير الطفل بالنتيجة الرائعة التي يمكنه تحقيقها بالمال الذي سيوفره، مثل شراء الحذاء الرياضي المفضل لديه أو المشاركة في نشاط مدرسي ممتع أو المساهمة في نفقات الإجازة الصيفية القادمة.
ولا يكفي أبداً أن نشرح للأطفال أهمية الادخار، لأنهم سرعان ما يفقدون الدافع لتوفير المال بغياب أهداف حقيقية ومحددة. ويمكن بدلاً من ذلك التركيز على شيء يرغبون بالحصول عليه بشدة، واستخدامه كدافع لتوفير المال.
تحديد المبلغ اللازم لتحقيق الهدف
اذا كان عند اطفالكم هدف ادخاري ليشتري لعبة او هاتف، ساعدهم على ان يكتشفوا سعرها.
على الرغم من أنه قد يبدو غير منطقي ، إلا أن اختيار أقصى هدف للوصول إليه يعد أمرًا ذكيًا.
. ومن المؤكد أن توفير 75 درهم لشراء لعبة الليغو التي رآها في واجهة المتجر ستمنح الطفل دافعاً أكبر للتوفير من مجرد تقديم نصائح نظرية له عن أهمية التوفير. وعند تحديد المبلغ المطلوب للوصول إلى الهدف المحدد، تصبح المهمة أسهل بالنسبة للطفل. وانتبهوا ان لا تنسوا ضرائب المبيعات!
تقسيم تجربة الادخار إلى أجزاء قابلة للتحقيق
من الصعب على الأطفال ادخار مبالغ كبيرة لتحقيق أهداف بعيدة. ومن الأفضل مساعدتهم على وضع مراحل وخطوات صغيرة. فشراء ألعاب الفيديو أو الإصدار الحديث من الهاتف الذكي أو الذهاب في رحلة مع الأصدقاء يتطلب ادخار مبالغ ليست صغيرة لأسابيع طويلة وربما لأشهر.
لذلك، يساعد تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مراحل صغيرة قابلة للإنجاز على المدى القصير على الشعور بطعم النجاح والحصول على دافع أكبر.
فعلى سبيل المثال، يمكن تقسيم هدف كبير مثل الذهاب في رحلة إلى خطوات أصغر مثل ادخار ثمن تذكرة الطائرة ثم تكلفة الإقامة في الفندق ثم نفقات الطعام وغيرها من المصاريف.
وعند تقسيم الهدف الرئيسي إلى خطوات قابلة للتحقيق ينتبه الطفل إلى جميع التفاصيل والمصاريف الإضافية التي لم تكن مهمة بالنسبة له من قبل، مثل تكلفة المعدات الرياضية اللازمة للنشاط المدرسي أو تكلفة جميع الألعاب التي سيحتاجها عند شراء جهاز البلاي ستيشن الذي يدخر من أجله. ويُنصح دائماً بدفع الطفل للتفكير بجميع الأهداف التي يرغب بتحقيقها عند توفير المال ومن ثم ترتيبها بحسب الأولوية.
ترتيب الأولويات
تنجح واجهات المتاجر دائماً في إغراء الصغار والكبار على حد سواء على شراء أشياء غير مخططٍ لها.
وعند وجود هدفٍ ملموس يحاول الطفل الوصول إليه، يمكننا دائماً تذكيره به لمساعدته على مقاومة إغراء المنتجات الجديدة.
فمثلاً لو أعطينا الطفل 35 درهم ووضعناه أمام خيارين، إما توفير هذا المبلغ لوقت الحاجة أو استخدامه لشراء الحلويات الآن، من المؤكد أنه سيختار شراء الحلويات. ولكن عند وجود هدف محدد مثل الحصول على النسخة الجديدة من لعبته المفضلة، يمكن للطفل التحكم أكثر في رغباته والتوقف عن الإنفاق العشوائي.
التركيز على النتائج السعيدة
التحدي الأكبر بالنسبة للأطفال خلال رحلة الادخار هو الانتظار الطويل.
لذلك يُنصح بوضع خطة زمنية للوصول للهدف، بالإضافة إلى تحديد المبلغ المطلوب والمكافأة النهائية.
ويساعدهم ذلك على معرفة الفترة اللازمة من تقديم التضحيات الصغيرة مثل توفير بعض المال، للوصول لهذا الهدف، كما سيتعلمون أنهم يحصلون على مكافأة لقاء صبرهم في النهاية.
المتابعة الدائمة
من الممكن أن يتطلب الوصول للهدف الذي وضعه أطفالكم أسابيعاً وربما أشهراً. ويساعدهم وجود تطبيق بنكي عائلي مثل فيريتي على تنفيذ هذه المهمة بسهولة، من خلال تحديد المبلغ المطلوب توفيره ومتابعة تقدمهم بسهولة. وعند تحويل مصروفهم الشخصي ومكافآت إنجاز الأعمال المنزلية إلى حسابهم في التطبيق، يمكنهم تحديد المبلغ الذي سيخصصونه للادخار لهدفٍ ما. وبمجرد متابعتهم لهذا المبلغ وهو يزداد شيئاً فشيئاً، سيشعرون بالتشويق والسعادة.
الاحتفال بنجاحهم
بعد أن تعلم الطفل مهارة الصبر لتوفير المبلغ اللازم، من الضروري الاحتفال بنجاحه. لأن الثناء يشجعه على وضع المزيد من الأهداف وتطوير عادات جديدة ومتخصصة أكثر لإدارة الأموال مثل التخطيط ووضع الميزانية والادخار حسب هذه الميزانية.
ونؤكد مجدداً أن الخطوات الأهم عند تعليم الأطفال كيفية الادخار بأسلوب صحيح هي تحديد أهداف شيقة وقابلة للتحقيق وتقسيم خطة الادخار إلى مراحل وتوفير أداة تساعدهم على مراقبة تطورهم وتشجعهم على تطوير مهارتهم المالية في المستقبل.