العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال: أهم المعلومات التي يجب علينا وعلى أطفالنا معرفتها

يمكن أن تؤثر العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال على قراراتنا المالية وعلى نمو أطفالنا واستقلاليتهم. وفي عالم سريع تتطور فيه التكنولوجيا باستمرار، نحتاج إلى فهم آلية عملها.

لا يمكننا تجنب استخدام النماذج المالية الجديدة مثل النقود الافتراضية وتقنية بلوك تشين والعملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال، لأنها أصبحت مهارات مالية أساسية يجب على الجميع فهمها ومعرفة كيفية استخدامها. ولذا يجب التأكد من فهم أطفالنا للمخاطر والفرص المرتبطة بها، لأنها تُعد طريقة جديدة وسريعة للحصول على المال، كما تتميز بسرعة الانتشار وسهولة الاستخدام. وتوجد العديد من المزايا والجوانب السلبية فيما يتعلق بالعملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال، ونحتاج أن يعرف ويفهم أطفالنا كلا الجانبين.

ما هي الأصول المالية الافتراضية؟

يتم تصنيف العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال ضمن فئة من الأصول المالية تُعرف بالأصول المالية الافتراضية، وهي مستقلة عن المصارف المركزية أو المؤسسات المصرفية. ويمكننا استخدامها مثل النقود أو في إطار الاستثمار، كما يمكننا تداولها في السوق مثل الأسهم والعملات الأجنبية.

ونشأت الأصول المالية الافتراضية منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي واكتسبت شهرة واسعة خلال السنوات القليلة الماضية. ونقوم باستخدامها في الألعاب الإلكترونية والترفيه والعقارات والعوالم الافتراضية مثل سكند لايف.

وتُعد الأصول المالية الافتراضية مثل العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال تمثيلاً رقمياً لأصول العالم الحقيقي مثل الأسهم والسندات.

ويتم تداولها على شبكات لا مركزية دون أن تقوم المصارف المركزية أو المؤسسات المصرفية الرسمية بإدارة الصفقات المتعلقة بها، بل تتم عملية التداول بشكل إلكتروني.

تأثير الأصول المالية الافتراضية

تمثل الأصول المالية الافتراضية مثل العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال فرصة لتطوير القطاع المالي، حيث يمكنها تسهيل الوصول للصفقات المالية للأطفال والعائلات، ولذا تبرز أهمية تثقيف أنفسنا وأطفالنا حول تلك الأصول.

ويشمل ذلك تعليم الأطفال آليات الإدارة الأساسية للأموال مثل الكسب والادّخار والعطاء والاستثمار وصرف المال بمسؤولية وإدارة الميزانية. كما يمكننا تعريفهم بأنظمة الأصول المالية الافتراضية الآمنة للأطفال بشكل مبكر في حياتهم، حيث يمكنهم تعلّم كيفية عمل تلك الأدوات عن طريق اللعب والتعلّم من خلال التجريب بدلاً عن الطرق التقليدية.

ويتيح ذلك للأطفال فرصة استكشاف الجوانب المختلفة المتعلقة بالاستثمار، مثل مستويات المخاطر والفوائد والنمو المركب والأصول المختلفة والتقييمات وتقلّب الأسعار.

واكتسبت الرموز غير القابلة للاستبدال شهرة واسعة لأنها تتيح الملكية الجزئية، أي أن من الممكن شراء جزء من أي أصل وليس الأصل الكامل.

وهي أصول فريدة تتميز بإمكانية الشراء والبيع والنقل إلى مالك جديد بما أنها غير قابلة للاستبدال (أي لا يمكن تكرارها أو نسخها أو اختراقها).

ومن المهم فهم القيمة المرتبطة بهذه الأنواع من الاستثمارات قبل اتخاذ القرارات.

الفوائد والمزايا

تملك العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال الكثير من المزايا بالمقارنة مع الأدوات المالية التقليدية، ونذكر بعضها:

  • يمكن استخدامها كأداة للمعاملات المالية بين الأطراف دون الحاجة لوسيط من طرف ثالث مثل المصارف والوسطاء، كما يمكن للصفقات أن تتم على الإنترنت بسهولة دون الحاجة لاستخدام خدمة مصرفية محددة.
  • لا توجد حاجة لتحديد هوية المستخدمين كما في الخدمات المصرفية العادية، لذا لا يمكننا دائماً معرفة هوية الشخص الذي نعقد معه الصفقة ولكن تتوفر إمكانية الوصول والتتبع بسهولة.
  • يمتلك البعض إمكانات مالية محدودة، لذا لا توجد مخاطر مرتبطة بالتضخم بالنسبة للمستثمرين، ولكن مخاطر تقلّب الأسعار وتغيرها السريع تبقى قائمة، مما يؤدي إلى مكاسب سريعة وخسائر سريعة أيضاً.

الجوانب السلبية

يجب أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار عند تحليل الجوانب السلبية المتعلقة بالعملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال. وعلى الرغم من التطور الكبير الذي أحدثته في العالم المالي، إلا أنها تتيح إمكانية كبيرة لسوء الاستخدام والاحتيال. فمثلاً، يمكن لشخص ما أن ينشئ حساباً استثمارياً ويستخدم هويات وعناوين مزورة، مما يجعلها سوقاً خطرة على الأطفال بسبب عدم معرفتنا بالهوية الحقيقية لذلك الشخص الذي نبيع ونشتري منه.

يمكن للمستثمرين إنشاء عدة حسابات بهويات مختلفة وغير معروفة، مما يمكن أن يؤدي إلى الإساءة المالية ويعرّض الأطفال للخطر في حال حدوث الاحتيال.

كما تدور المخاوف أيضاً حول تقلّب قيمتها، حيث يمكن أن تكون مرتفعة ثم تنخفض بشكل كبير في اليوم التالي، مما يجعلها استثماراً خطراً للأطفال الذين لا يعلمون تلك المخاطر ويمكن أن يفقدوا جزءاً كبيراً من استثماراتهم. وأخيراً، وبسبب غياب التشريعات الناظمة لهذه الأصول في العديد من الدول، فقد يكون من الصعب الحصول على الحماية القانونية في حال حصول عمليات الاحتيال أو الإساءة المالية.

الواقعية والمجازفة

لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً عند الاستثمار في العالم الافتراضي، يجب أن نفهم التقنيات المختلفة التي تظهر من حيث الفرص المتاحة والتحديات المرتبطة بها. ومن خلال فهم أفضل لأدوات مثل العملات المشفرة وتقنية بلوك تشين والرموز غير القابلة للاستبدال وغيرها، يمكننا أن نحصل على معلومات أكثر لمساعدة أطفالنا على اتخاذ القرارات المناسبة والآمنة والقيّمة.

بقلم الدكتورة هدى الخزيمي، الأستاذة المساعدة في جامعة نيويورك/ جامعة نيويورك أبوظبي ومديرة مركز الدراسات الناشئة والمتقدمة في الذكاء الصناعي والأمن والتشفير